فؤاد ابو رجيلة

00201008968989

اهم الاسباب وراء الوقوع فى براثن الادمان

Leave a Comment

قبل التحدث و الخوض فى مسألة الادمان يجب ان نثبت قاعدتين اساسيتن امامنا:

الاسباب وراء الوقوع فى براثن الادمان
شخص مدمن

اولا: ان المدمن مريض، يتالم كثيرا فى رحلة ادمانه و يصارع وساوسه و افكاره


ثانيا: ان الادمان علاجه ممكن و ليس بالشئ المستحيل كما يريد الترويج البعض له




من هنا نبدا حديثنا بتساؤل مهم جدا وهو سؤال يدور فى عقل الكثير من الاشخاص وهو اذا كان المدمن يتالم بالفعل و يدرك مساؤى الادمان و من مدى التاثير السلبي الذى يحدثه على نفسه و مستقبله و اسرته و اصدقائه ، فما الذى اذا يدفع الشخص الى الاقبال على الادمان هل السبب نفسى بحت ام انه خلل ما فى عقل الانسان يدفعه على الاقدام على مثل هذا الفعل الغير مسئول.

فى الحقيقة، ان الامر كله يبدا عندما يعطى المخ اشارات شبه مستمرة بضرورة تخفيف الالم و الوصول الى بعض درجات السعادة التى لم يعيشها المخ منذ فترة ليست بالقريبة، هنا تبدا التفاعلات الكيميائية داخل المخ بالحدوث، ودفع الانسان الى التفكير فى شتى الوسائل التى تساعده على الشعور بتلك المشاعر و تقليل الاحساس بالمسئولية و الضغط و مساوئ الحياة.

ومن هنا يبدا الانسان فى البحث عن كل الوسائل و الطرق التى تزيل عن عاتقه هموم تلك الظروف التى يقع فيها اين كانت تلك الظروف خاصه او عامة، و البحث عن شتى المواد و الاساليب التى تحقق له اقصى درجا السعاده اللحظية و اى شئ يساعده على ازالة ما يشعر به من الام نتيجة لما يختبره من ظغوط نفسية و معنوية ومادية والوصول الى اعلى درجات الامن و الطمانينة و الاسترخاء و اعادة الثقة الى ذاته مرة اخرى من خلال العالم الوهمى الذي يخلقه لنفسه.

ولذلك عندما يبدا الشخص فى الاستجابة الى اشارات المخ و البحث عن الطرق التى تساعده على الوصول الى درجات السعادة و الاسترخاء و الانبساط المرجوة تكون تلك المواد الكيميائية هى الملاذ الاول له و بمجرد اختبار هذا الشعور بالاستقلال و تلك المشاعر الغير الطبيعية التى تغمر احاسيسه و تيعده عن احاسيس متعددة غير جيده له كالاكتئاب و القلق و الحزن الذى لم يكن يتوقف من قبل، نجد انه يريد ان يختبر تلك المشاعر الجيدة مرة اخرى لذلك يقوم بالتعاطى مرة اخرى و المرة تلو الاخرى حتى يتحول الامر الى ادمان على تلك المواد الغير طبيعية التى تبنى لديه تلك الاحاسيس الوهمية و تبعده عن مواجهة مشاكله و الضغوط اليومية التى يمر بها.

ولكن كلما زاد تعلقه بالادمان و احساسه بانها اصبحت تسيطر على حياته بل و تتحكم بها كلما زاد رغبة المخ فى التعاطى لانه مشكلة المخدرات زاتها اصبحت كباقى المشاكل التى ادت به الى اختيار المخدرات فى البداية للهروب منها و اليها .

فادمان المخدرات ف بدايتى كان يعد بمثابة بديل عن المواجهة و الصبر و حل مشاكل الحياة و لكنه بالطبع حل مؤقت جدا، فهى تقدم العديد من الاحلام الوهمية و النشوي المسطنعة و لا تقدم اى نوع من الحلول بل تضع المزيد من العوائق و المشاكل على اصحابها، و لكن احساس المدمن عندما يتناولها ان تجعل منه اشد الناس و اصبرهم و تحمله الى عالم حيث يستطيع ان يبنى شخصية منفردة عن هذا العالم ، شخصية استطاعت ان تحل مشاكلها و تتغلب على كراهية الاخرين و تتحمل مسئولية نفسها ولكن هذا الشعور يتلاشي بكل سهولة و يعود المخ الى طلب المزيد من الجرعات ليغرق فى بحر الاوهام مرة اخرى

و بالرغم من اختلاف انواع المخدرات الا انها تجتمع جميعه على اذهاب عقل المدمن تماما و احداث تغيير فى عملية التفكير و الادراك لديه لبعض الوقت فى بداية ادمانه و لكن مع كثرة الادمان و التعاطى تتغير الخلايا و طق التفاعل الكيميائى الذي يحدث فى مخ الانسان و يدفعه الى افتار اى طرق تفكير سليمه و صحيحه.

شخصية الانسان الذى ينجذب الى مغريات الادمان

بعد التحدث عن الحالة النفسية التى يقع بها الانسان او التى يكون عليها بشكل عام علينا ان نقوم بشرح شخصية المدمن الذى يقدم على التفكير بالادمان و يذهب الىه طواعية ، فالشخص الذي يدمن المخدرات يتصف بكونه:

-          إنسان غير ناضج
-          انسان وعاجز عن مواجهة مشاكله والوقوف أمامها , ومحاولة حلها
-          انسان عاجز عن إقامة علاقات جيدة مع البشر ومشبعة وثابتة ومستمرة مع الآخرين
-          انسان لا يقوى على تحمل مشاعر الإحباط
-          إنسان سلبي يعتمد على الاخرين فى شنى امور الحياة
-          انسان ليس لديه شخصية مستقلة
-          انسان يحب اللجوء الى الحلول القصيرة التى تحقق سعادة مؤقته وقصيره
-          انسان يفتقر الحسم والشجاعه و بعد النظر
-          انسان لا تطيع التحكم فى غرائزه و يريد دائما ان يحقق رغباته اولا باول دون التنازل عن شئ

ولذلك نجد دائما ان الادمان ينتشر بين نوعان من انواع الشخصيات البشرية

1- الشخصية السيكوباتية Antisocial Personality Disorder


فالشخصية السيكوباتيى من صغرها و منذ بداية فترة المراهقة، نجده
-          شخصا عنيفا عدوانيا ليس من السهل عليه ان يتالف مع باقى الاطفال من سنه
-           يغيظ من حوله بالعديد من نظرات التحدى و يبحث عن اى شئ يسثير غضبه
-          يسرق ويكذب و يهرب من المدرسة و البيت و يؤذى اخوته و اصدقائه و لا يشعر بالذنب تجاه تلك التصرفات

-          يريد دائما تحقيق ملذاته و ارضاء نزواته على حساب الاخرين و القيم و المبادئ المتعارف عليها
-          يقوم بالعديد من عمليات النصب و الخداع و السرقة
-          لايفى باى من الوعود التى يقطعها
-          لا يحترم القوانين بل يجد المتعه و اللذه فى كسرها باستمرار
-          يعمل على تسخير الجميع لخدمته و ارضاء نزواته و يقوم بابتزازهم
-          لا يعرف الحب فهو شخصيه انانيه لا يحب غير نفسه و على ذلك فهو يستطيع الايقاع بالعديد من الضحايا فى شبائكه
-          يمتاز بالذكاء الحاد الذي يمكنه من اخفاء شره عل البشر و اظهار عكس شخصيته الحقيقة فهو مبدع فى رسم شخصيته التى يظهر بها امام الناس
-          هى شخصية مضادة و منبوذه من المجتمع لما يسببه من زعزة لامن من يدخل حياتهم و لما يقوم به من كسر لقوانين تهدد حياة من حوله باستمرار
-          لا يتعلم من اخطائه بسهولة و لا يجدى العقاب معه نفعا
و قد وجد ان حوالى 60% من مدمنية المخدرات و تجار المخدرات ايضا هم اصحبا شخصيه سيكوباتيه لا يعترفون باخطائهم و دائما ما يسعون الى تبرير افعالهم امام نفسهم و امام المجتمع الذى يقوم بتنبيهم للاخطاء التى يمارسونها فى حق نفسهم و فى حق المجتمع الذي يعيشون به.

2. الشخصية الإكتئابية Depressive Personality Disorder


اما الشخصية الإكتئابية فهو إنسان يميل الى
-          الشعور المستمر بالحزن
-          يفتقد الرغبة والحماس للعديد من الأشياء التي يمكن ان تثير الحماس واهتمام باقي الاشخاص.
-           مُعرض لنوبات حادة من انخفاض المعنويات والاحباط  ،
-           لديه إحساسلقوي بالإكتئاب لعدة أيام  التى يستخدم المخدرات او المنشطات كاسلوب للهروب بشكل مستمر و الادمان عليها او بشك متقطع فى تعاطيها
وقد وجد ان حوالى 40 % من مدمنين المخدرات من اصحاب الشخصية الاكتئابيه الذين عجزوا عن مواجهة مصاعب الحياة فلجاو الى المخدرات كحل اسهل و اسرع للخروج من مشاكل الحياة

لذلك فى النهاية يجب ان نوصل رسالة مهمة و هى اننا كمجتمع يواجه مشكلة المخدرات يجب ان نفهم ان مدمن المخدرات هو انسان مريض بالفعل، ويجب علينا ان نفهم ان اولى خطوات علاج المدمن تكمن فى استيعاب المدمن بانه فعلا مريض و يجب ان يقوم بعلاج نفسه نفسيا و جسديا و معنويا و على اكثر من اتجاه و ناحية و ان علينا قبل ان ننصب المحاكم لمدمني المخدرات من ابنائنا و بناتنا ان نقوم بعلاجهم علاج تاهيلى صحيح، و هذا واجب على الجهات المسئولى فى بادئ الامر التى تواجه العديد من القضايا المماثله و اول شئ تقوم به هو العقاب.

المدمن مريض وليس بمجرم يحتاج الى اعادة تاهيل من الادمان لنحوله من شخص ضار بنفسه ال شخصيه نافعه و مفيده تفيد من حولها من البشر و المجتمع. 

0 التعليقات:

إرسال تعليق